الخميس، 6 أغسطس 2009

الصندوق "الأسود" لحكومة " الفساد"




وصلتني رسائل على البريد الالكتروني تهاجمني على ما كتبت في مقال حكومة المرتزقة وقال لي أحدهم "أنت تهاجم الحكومة ولا تهاجم الرئيس الذي عين الحكومة ولماذا تتلاعبون بالحكومة وتسبونها ليلاً نهاراً بينما تتحاشون الحديث عن الرئيس في جملة واحدة مفيدة" وإليهم أقول: نحن منذ 2003 نهاجم سياسات الرئيس ونهاجم شخصه في الحالات التي تستدعي ذلك ومعارضتنا هي معارضة خالصة لوجه الله والوطن فنحن نفند ونشرح ونخاطب ونكتب والاهم أن افعالنا تتسق مع ما نقول ونرى أنه يجب أن تكون كافة المناصب بالانتخاب الحر المباشر وهو أمر قد يرضي الشعب ويدفع الناس للخروج إلى صناديق الانتخاب لان رئيس الوزراء ووزارته هم بمثابة المجلس التنفيذي لإدارة الدولة والذي تكون قراراته حيوية ومؤثرة في تغيير حال المصريين الذي يسوء يوماً بعد يوم بسبب الفساد الذي استشرى كالنار في الهشيم وأصبح على شكل شبكات ومافيات تتقاطع مصالحها وتتوحد ضد مصالح هذا الشعب المسالم المستكين .. ونحن لم ندخر يوماً جهداً في كشف المستور مهما كلفنا ذلك من ثمن سواء كان هذا يخص مبارك أو أياً من أتباعه ولا يمكن لأحد أن يزايد علينا.

وليس أدل على فساد حكومة نظيف ووزرائها ومسئولياتها المباشرة عن ما يحدث من كذب وخداع وتضليل وحجب الحقيقة عن الرئيس مبارك من رد الوزير أحمد المغربي على الرئيس عندما سئل عن التيفويد الذي استشرى في القليوبية بسبب تلوث المياه بالقول " كله تمام يا ريس " تلك المقولة التاريخية العفنة التي حدثت بسببها كوارث عديدة أشهرها النكسة المشئومة لان عبد الناصر كان لا يسمع إلا "كله تمام يا ريس" وكان يثق في مساعديه ويعطيهم صلاحيات واسعة ولكنهم أيضاً أساءوا استغلالها وضللوه وأخفوا عنه الحقيقة ولكن في عهد عبد الناصر أو حتى السادات لم يكن التضليل والتعتيم بمثل هذا الحجم الذي نعيشه في ظل عهد حكومة نظيف التي جعلت المستقبل كقطع الليل المظلم .

فالسادة في أمانة السياسات " وأكثرهم كاذبون " والسادة في الأمانة العامة للحزب " وأغلبهم منافقون" والسادة الوزراء " أكثرهم متربحون " والسادة المحافظون " وأغلبهم فاسدون" هم السبب الرئيسي فيما آلت إليه أوضاع المصريين فلقد صدمت عندما وجدت أن عند عدد المكتئبين في مصر تخطى حاجز الـ 15 مليون مصري مما يؤدي إلى آلاف حالات الانتحار سنوياً والتي غالباً ما تكون بسبب الفقر حيث تشير الأرقام المفزعة التي يسأل عنها " وزراء كله تمام" أن نصف الشعب المصري على الأقل يعيشون في مناطق عشوائية وذلك بحسب التقرير الصادر عن صندوق النقد الدولي أي أن 50 مليون مصري يعيشون في مئات المناطق العشوائية والتي تزيد عن "1000 منطقة" ومنهم على الأقل ربعهم أي ما يزيد عن الـ 10 ملايين مصري يعيشون تحت خط الفقر بمراحل لان دخلهم لا يزيد عن 5 جنيهات يومياً وهي التي لا تكفي لشراء 4 سندوتشات "فول" بالأسعار الحالية .. والمصيبة الأكبر أن هناك 2 مليون مصري يعيشون في المقابر و2 مليون طفل شوارع .. والأدهى من ذلك والأمر أن حالات التعذيب في أقسام الشرطة في تزايد مستمر فهي ارتفعت من 40 حالة كمتوسط معدلها خلال الثلاث سنوات الماضية إلى مئات الحالات خلال عام 2009 وهو رقم يؤكد على أن "الشعب في خدمة الشرطة" .. أما عن عشرات آلاف القتلى والجرحى "بدون حروب" في عهد نظيف فهي من خلال حوادث الطرق التي تخطت حاجز الـ 70 ألف حادثة خلال السنوات الخمس الماضية فقط مخلفة وورائها 30 ألف قتيل على الأقل بخسائر تفوق الـ 5 مليارات جنية سنوياً في بلد الفقر والفقراء .. ناهيك عن تقرير مفزع لإحدى مراكز الدراسات أفاد بأنه قد تم إهدار 40 مليار جنية بسبب الفساد منذ يناير 2008 وحتى يناير 2009 وهو رقم مخيف يدل عن حجم الفساد والتربح .. مصر "نظيف" احتلت في العام الماضي المركز 115 في قائمة ضمت 134 دولة في تقرير التنافسية العالمية من حيث انتشار الفساد بين المسئولين في الدولة وحصلت على نفس المركز في نفس التقرير في درجة الشفافية والإفصاح عن المعلومات .. مصر "نظيف" أصبحت صاحبة أعلى معدل لوفيات الأطفال في العالم بمعدل 50 طفل لكل 1000 مولود وهي الأولى عالمياً في الإصابة بفيروس سي بـ 9 مليون مصاب وهو رقم قياسي "سلبي" عالمي وهو معدل تضاعف مرتين خلال السنوات الثلاث الماضية بالإضافة إلى 8 مليون مصاب بالسكر أضف إلى ذلك كونها صاحبة أعلى معدلات للوفاة بأنفلونزا الطيور في العالم ليس هذا فقط بل و350 حالة إصابة بالتيفويد خلال أقل من 15 يوماً في نهاية يوليو وبداية أغسطس 2009 والطامة الكبرى أن هناك 100 ألف مصري يصابون بالسرطان سنوياً على الأقل بسبب تلوث المياه والتي يشربها نظيف ووزرائه مستوردة من فرنسا وسويسرا بينما يشربها الشعب مخلوطة بمياه الصرف الصحي .. ليس هذا فقط بل هناك مجموعة أخرى من الأرقام التي تثبت بالدليل القاطع أن حكومة نظيف بالكامل تستحق المحاكمة بل والسجن جزاء لما اقترفوه من جرائم بحق هذا الشعب فلقد وصل معدل الجهل التام بالقراءة والكتابة بين المصريين إلى 25% من سكان مصر كما أن هناك 20 % من الشباب على الأقل مدمنين وتكلف علاج الإدمان بلغت 100 مليار جنيه خلال الخمس سنوات التي قضاها نظيف في الوزارة بالإضافة إلى 9 مليون شاب وفتاة تخطوا سن 35 بدون زواج لكن الزواج العرفي في الجامعات أصبح أمراً عادياً بعدد فاق الـ 300 ألف حالة زواج عرفي بين الطلبة في عهد نظيف المشئوم .


والمسئول عن تلك الأرقام هو الرئيس مبارك شخصياً ونظيف ووزرائه الذين تفرغوا للتحالف مع الشيطان واللعب على كل الحبال والرقص على جثث المصريين مرددين الشعار القذر والفاسد " كله تمام يا أفندم" وأخر أفكار أحدهم "الشريرة والفاسدة والمسمومة " وهو هاني هلال وزير التعليم العالي والتي ستجعلنا أضحوكة وتسلية ليس في المجتمعات العربية فحسب ولكن على مستوى العالم وهي إنشاء معهد للرقص الشرقي يكون تابعاً للمجلس الأعلى للجامعات ويكون له مكان بين رغبات طلبة الثانوية العامة ليخرج لنا رائدات للرقص الشرقي جامعيات دارسات مؤهلات عندما تذهب الواحدة منهن إلى مقابلة شخصية يسألها من يقابلها حضرتك مؤهلاتك إيه ؟ فتجيب على الفور "راقصة أكاديمية معتمدة " من حكومة الرقص الشرقي .

هوامش :-
قال تعالى "وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون" (البقرة : 11 )