الاثنين، 27 يوليو 2009

حكومة المرتزقة


وزراء حكومة نظيف وهو على رأس القائمة محترفين للكذب والخداع والفساد أكتب بمناسبة فتح ملفات فساد الحكومة في جريدة شباب مصر بملفات ساخنة تستند إلى أرقام وحقائق إما يتم تكذيبها ونصبح نحن مخطئين ومتحاملين بل وكاذبين أو يتم تجاهلها كالعادة ويصبحوا هم كاذبين ومخادعين وفاسدين ويستحقوا المحاكمة .. ولكن المشكلة ليست في الوزراء بقدر ما هي في رئيسهم الذي اختارهم كل مجال تخصصه حتى يكون قريباَ من مشروعاته واستثماراته ولا يكون كرسي الحكومة عائقاً أمام نمو ثرواته التي تتضخم بفضل كرسي الوزارة الذي يعطي حصانة ومشروعية لكل السلوكيات الفاسدة التي يستخدمها هؤلاء المتربحين والمتنطعين من أجل الإمعان في مص دماء الشعب والأدهى والأكثر إيلاما وكارثية أن يتم تعيينهم في مناصب مرموقة فور خروجهم من الوزارة كمكافأة لهم على فسادهم وتربحهم ومشاركتهم في تحويل واقع الشعب المصري إلى واقع أكثر سواداً وتدهوراً وضياعاً وأبسط مثال هو محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان السابق الذي واجه اتهامات قضائية وشعبية بالفساد واختفى عن الأضواء بعد خروجه من الحكومة بدلا من الزج به في السجن الذي يستحقه على جريمة مثل التي حدثت في الدويقة وهي مكافأة كبيرة ولكن السيد نظيف كبير مصاصي الدماء أبى إلا أن يعينه رئيساً لمجلس إدارة شركة وطنية لبترول براتب يفوق المليون جنيه شهرياً وهو أمر يدعو إلى الضحك حتى البكاء ويخرج الناس عن شعورهم ففور نشر الخبر الكارثي اتصل بي أحد الأصدقاء غاضباً ساخطاً ناقماً ساباً لاعناً وأخذ يكيل السباب للحكومة ووزرائها وسادتها وكبرائها وقال ألفاظا لا يمكن أن تسمعها من فم رجل حاصل على درجة علمية محترمة مثله ولكن لما لا وحكومة مصاصي الدماء التي تمارس الفساد جهراً وعلناً تخرج الناس عن شعورهم ويساندها في ذلك جهاز أمني شرس يقمع المكبوتين ويترك المسنودين وأصحاب الحظوة والسطوة ويخرج لنا كل فترة قضية ملفقة يستخدمها كملهاة للناس عن الفساد الذي أصبح يضرب بجذوره داخل أركان الداخلية نفسها التي أصبحت في حضرة وزيرها العادلي بدون ملابس داخلية بعد كمية الفضائح اللا أخلاقية التي شهدتها أقسام الشرطة وسجون "أبو غريب مصر" أمن الدولة سابقاً ولكنها مصر التي أصبحت تحتاج إلى معجزة لكي تنهض وتبحث لها عن دور وسط الحطام مصر التي أصبحت فيها القيادة تاريخية والمعارضة تاريخية والرياضة تاريخية والريادة تاريخية .. أيها الفاشلون مصر التاريخية مجرد ذكريات ولكننا نريد مصر المستقبل مصر الفتية التي تستطيع النهوض وقيادة قطار التنمية لتصبح وحشاً صناعياً تجارياً زراعياً بسواعد أبنائها الفتية .. أبنائها الذين يعمرون الأرض ويبدعون في كل أنحاء المعمورة بعد أن لفظتهم تلك الحكومات الفاسدة التي تشم منها رائحة الفساد كما تشم رائحة العفن من الخبز.


إن حكومتنا كاذبة وملفقة وفاسدة يحترف وزرائها الكذب ويتلذذون بمص دماء شعبها المغلوب على أمره وليس أدل على ذلك من فضيحة يسري الجمل الذي يجب محاكمته بسبب تلك الفكرة الشريرة التي هيأها له الشياطين المتربحين من أعوانه وهو إسناد تأليف وطباعة الكتب لخبراء أجانب وهو أمر يدعو للسخرية والسخط في آن واحد فبينما نحن كحزب شباب نحذر من الإخطار التي يتم تصديرها لشبابنا من الخارج يسعى الجمل إلى تعميق مفهوم التدمير عن طريق توغل هؤلاء إلى مناهجنا وكتبنا أليس هذا هراء .


أكتب بقهر لم اشعر له مثيلاً من قبل وبلغة لم أعتدها من قبل وبأسلوب قد لا يرقى لما يقوله الناس في جلساتهم السرية خوفاً من بطش أمين شرطة أو عسكري نفر بهم في بلد أصبح العسكر فيها أسياداً لا خداماً وخصماً لا حكماً .. بلد فيها رئيس الوزراء يكذب ليلاً نهاراُ وهو يعلم أننا نعرف أنه يكذب ومع ذلك يكذب وبكل هدوء وجدية ولم يجيب حتى الآن عن السؤال المحير من أين له بالثلاثة قصور الفارهة التي أصبح يمتلكها هو وأسرته وهل رئيس وزراء دولة فقيرة _ كما يدعون _ يمكن أن يتحول فجأة إلى مليونير دون أن يكون فاسداً ؟.. وهل هناك دولة يمكن أن يتربع فيها شخص مثل أنس الفقي على رأس وزارة الإعلام ليمنع هذا ويصادر ذاك بكل سذاجة في عصر القنوات المفتوحة مما دعا بالناس إلى الهروب للفضائيات المتنوعة والتي تكشف الحقائق في عصر السماوات المفتوحة ولكنها وزارات السياسات التفصيل التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يخرج وزير عنها وإلا يتم الإطاحة به بشكل مهين مثل محمود أبو زيد .
مصر نظيف تسقط إلى الهاوية وهذا واضح لكل ذي عينين وتلك ليست اجتهادات ولكن من خلال أرقام وحقائق مفزعة أفرزتها حكومات نظيف منذ خمس سنوات كاملة وهي تعد أسوا واسود وأحلك فترات مصر مبارك والتي شعر فيها الأغنياء بالخطر والطبقة الوسطى بالفقر والفقراء بالهبوط أسفل خط الفقر بدرجات بسبب الفساد الذي يتضخم والدليل الواضح أنه في عام ٢٠٠٦ كانت مصر تحتل المرتبة ٧٢ في مكافحة الفساد ثم تراجعت إلى المرتبة ١٠٥ عام ٢٠٠٧ ثم إلى المرتبة ١١٥ عام ٢٠٠٨ وهو أمر ليس مذهلاً في بلد العشوائيات ومحطات تقوية المحمول فوق المنازل بلد لا يوجد فيه شبكة صرف صحي ولا شبكة طرق محترمة بلد السرطان والفشل الكلوي والعقم بلد السرقات والنهب ونواب القروض بلد رجال الأعمال الوزراء المفسدين في الأرض بلد المشاريع الوهمية التي يعدون بها البسطاء بلد البذخ والإنفاق على الكبار الفاسدين والتقطير والمنع عن البسطاء الفقراء المستضعفين بلد العشوائيات التي يقطنها ربع سكان مصر بلد البطالة التي يتذوق طعمها كل بيت بلد الفساد العلني والسرقة العلنية بلد تفصيل للبيه والباشا الفاسدين الذين يوهمهم مستشاريهم المتربحين والمستفيدين أن الفقراء يحقدون عليهم بسبب ثرواتهم والتي لم يهبها الله لهم ولكنهم سرقوها ونهبوها .. بلدنا مستقبلها مظلم على يد هؤلاء الوزراء مصاصي الدماء الفاسدين الكاذبين فهم مجرد مجموعة من المرتزقة يعملون من أجل الكسب والتربح لا من أجل خدمة هذا الشعب المطحون .. لعنهم الله .


الأحد، 5 يوليو 2009

سعادة الدكتور السمكري

________________________
اعتاد المصريون أن يطلقوا ألقابا على الحرفيين مثل دكتور أو مهندس أو بروفيسور وذلك على سبيل الدعابة أو حتى من باب الاعتراف بتمكن ومهارة صاحب اللقب من حرفته ولكن في المطرية هناك سمكري شهير وهو الدكتور محمد حلاوة والذي يحمل بالفعل درجة الدكتوراه الأكاديمية بدرجة امتياز من معهد البحوث والدراسات العربية التابعة لجامعة الدول العربية منذ ما يربو عن العشر سنوات وكان يحلم وهو أمر طبيعي جدا بالعمل في الجامعة ولكنه وجد عملاً كمدرس مؤقت في الجامعة براتب هزيل وهو ما دفعه إلى العودة للسمكرة التي كان يتقنها ويعمل بها من أجل الإنفاق على دراسته الجامعية ثم الماجستير فالدكتوراه وهو نموذج ينفرد به المجتمع المصري دون غيره حيث لا مكان للعلم والمتعلمين ولا احترام لدرجة أو مكانة أكاديمية فالاحترام والمكانة فقط لأصحاب السلطة والنفوذ أو المال .
بلدنا تبدو الآن وكأنها تلفظ أبناءها وتدفع أغلبهم ممن لا يملكون العزيمة والإرادة ولا الرغبة بالمشاركة في صنع مستقبل أفضل إلى الحلم باليوم الذين يركبون به مركباً يبتعد عن شواطئها أو طائرة تحلق بعيد عن أجواءها بسبب الظلم والفساد والمعاناة التي يلاقونها إلى جانب قتل الطموح فيهم منذ نعومة أظفارهم مما يدفعهم إلى السفر لكي يحصلوا على حظوظهم خارج حدود الوطن الذي أضحى مسخاً بسبب عقليات الكبار المتحجرة وسيطرة السلطة الغاشمة وتبلد المعارضة التاريخية الفاشلة ولم يبق إلا بصيص أمل في غد أفضل من خلال شعاع نور ضعيف يبزغ في نهاية ممر الأمل الذي يسير فيه مجموعة من شباب مصر الذين يحلمون بأن يشاركوا في تغيير وجه بلدهم.
قصة الدكتور محمد حلاوة ليست مزحة ولا طرفة ولكنها ناقوس خطر يدق في أرجاء الوطن لكي يعيد أبناءه إلى حضنه ويعدل الموازين التي اختلت فالدكتوراه التي يشقى فيها المرء سنوات وسنوات تفرض على الدولة أن توفر له فرصة حياة كريمة لأنه اجتهد وعانى وسهر حتى يحصل على تلك المكانة الرفيعة لان أن يعود بعد ضياع سنوات العمر إلى سيرته الأولى ليجتهد ويعاني ويسهر ليس في تربيه الأجيال ولكن في سمكره السيارات وهو نموذج واحد من مئات النماذج التي تدعو للأسف في مجتمع اختلت فيه كل الموازين وضاعت القيم وتاهت الثوابت .
هوامش :-
بالعلم والمال يبني الناس ملكهم ... لم يُبن ملك على جهلٍ وإقلالِ
كفاني ثراءً أنني غير جاهلٍ ... وأكثر أرباب الغنى اليوم جهالُ