الأربعاء، 16 أبريل 2008

يوميات صحفي .. خطوات في مشوار الألف ميل (1)

أتذكر كلمات الدكتور إبراهيم الفقي في محاضرات المفاتيح العشرة للنجاح وهو يقول " تموت بعض الأفكار العظيمة قبل أن تولد لسببين هما عدم الإيمان الداخلي وتثبيط المحيطين بنا .. فالمكان الوحيد الذي تصبح أحلامك فيه مستحيلة هو داخلك أنت شخصياً " كانت تلك الكلمات الساحرة أمام عيني طوال الطريق الشاق في بلاط صاحبة الجلالة لذا فهما زادت حجم الصعوبات والتحديات والعثرات كان يزداد في المقابل حجم الإصرار والصمود والعزم على النجاح في النهاية .. فنجاحات اليوم هي أحلام وطموحات الأمس والتخيل بداية الوصل إلى الهدف بل إن الكثير من النجاحات المبهرة كانت محط سخرية العالم قبل تحققها مثل حلم والت ديزني الذي أفلسه ست مرات حتى تحقق فأهم أسباب الفشل هو الخوف من الفشل أو من عدم تقبل التغيير أو من المجهول أو الخوف من النجاح ذاته لكن الحقيقة أنه ليس هناك فشل في الحياة بل خبرات مكتسبة فالقرار السليم يأتي بعد الخبرة التي تأتي من القرار غير السليم و الحكمة اليابانية الشهيرة تقول أنك لو وقعت سبع مرات فقف في المرة الثامنة .

(1)صوت الشعب الالكترونية حلم تبخر سريعاً

ضاقت علينا الأرض بما رحبت خلال رحلتنا للبحث عن الذات .. كنا نحاول الخروج من حالة الإحباط التي أصابتنا بسبب لفظ الشعوب العربية أبنائها فقد معظمهم الأمل في غد أفضل فالكل يبحث عن فرصة لكنه يجد الأبواب موصدة بوجهه .. فقط من يمتلك الإيمان والأمل هو من يستطيع الاستمرار .. كنا مستفزين وثائرين فأطلقنا العنان لأقلامنا وطالت انتقاداتنا كل شيء بلا تمييز وبلا خطوط حمراء .. كنا نفرغ مقتنا وسخطنا من خلال كلماتنا التي كانت “جارحة“بعض الأحيان على صحيفة صوت الشعب الالكترونية التي أسستها مع محمد الشرقاوي بجهود فردية عام 2003 ولم تكن أعمارنا تخطت التاسعة عشرة بعد عندما ترأست التحرير وتولى هو الدعم الفني .. كنا نمكث أكثر من 10 ساعات لتجهيز العدد الواحد بلغة الــ”html” البسيطة على موقع كلفنا عده آلاف من الجنيهات تحملناها من جيبنا الخاص فلقد كانت صوت الشعب صوتنا ومنبرنا وكل حياتنا.. فهي ما تبقى لنا ولو خسرناها لخسرنا أنفسنا. كم كانت تجربة بريئة مفعمة بالحيوية .. محطمة للقيود .. خارجة عن المألوف.. نالت التجربة إعجاب واحترام أساتذتنا الذين ساندونا بقوة .. كانت من أجل جيلنا الذي قررنا أن نكون صوته في ظل حاجز الصمت الرهيب .. يوم صدور العدد الأول كنا في قمة الشوق لنري ردود الأفعال على تجربتنا الوليدة التي كنت اعتبرها معركة حياة أو موت فهي بارقة الأمل والبقية الباقية من الحلم .. فكتبت في الافتتاحية“ شعبنا العربي ما نحاول أن نفرد له صفحات لتكون منبراً حراً له للتعبير عن أرائه وتوجهاته وطموحاته ..صوت الشعب أول جريدة مصرية وعربية تنشر بدون تدخل مديري تحريرها ..اللهم إلا ما يتعلق بثوابتنا العقائدية .. صوت الشعب … تنشر بدون أية خطوط حمراء ..صوت الشعب صوت لكل الشعب ” .

ثم توالت الإعداد التي نصدرها كل أربعاء وكانت ردود الأفعال الرائعة والتهاني المتدفقة شيئاً لا يصدق .. لقد نجحنا لقد فعلناها .. يا الله كم أحبك .. دائما تقف بجانبي وتنصرني في أصعب المواقف وأحرج اللحظات واشد التحديات .. لكن بعد مرور أقل من عام لم أستطع الاستمرار لان الكلمة أمانة ولم أستطع أن أتخلى عن المصداقية التي تعلمت أنها أساس النجاح .. فآثرت الانسحاب بسبب الملاحقات الامنية والتضييق وقررنا التوقف عن إصدار صوت الشعب التي كانت الحلم الأول لي في عالم الصحافة والذي تبخر سريعاً .

ليست هناك تعليقات: