لا ادري لماذا ينتابني هذا الشعور الغريب وأنا أكتب عن مجتمع المدونين .. ذلك العالم المترامي الأطراف.. تلك البداية بلا نهاية .. ذاك البحر بلا مرسى.. هذا القطار بلا قضبان .. فلا اعرف من أين أبدأ وماذا أقول عن مجتمع "العفاريت" كما أحب أن اسميهم ولكنهم عفاريت من نوع أخر يظهرون في عز الظهر.. يعلنون عن أنفسهم بشجاعة .. يقولون كلمة الحق دون خوف من لومه لائم أو بطش ظالم .
أعتبر نفسي شاهداً على ميلاد مشروع مجتمع "عفاريت الانترنت" منذ كنت طالباً في الجامعة وقمت أنا ومحمد الشرقاوي بتحرير صوت الشعب الالكترونية وانضم إلينا عدد من الزملاء فيما بعد وعلى رأسهم وائل عباس أحد أشهر المدونين الآن في الشرق الأوسط وأكثرهم تأثيراً .. وتعرضنا للكثير من المضايقات والتضييق الأمني حيث كنا نحررها عامي2003 و 2004 وهي عصور كانت ما تزال مظلمة .. بلا حريات .. بلا حقوق .. بلا مساندة .. فالأمن كان يستطيع فعل كل شيء في أي وقت دون رقيب .. وهو ما جعلنا نتوقف بعد الظلم والقهر الذي مارسوه ضد الشرقاوي والتضييق الذي تعرضت له أنا ووائل .. ثم انضممنا إلى مؤسسي وحدة الصحافة الالكترونية بنقابة الصحفيين برئاسة الأستاذ / أحمد عبد الهادي حتى تكون لنا مظلة نعمل من خلالها تحمينا وتحفظ حقوقنا وتكون لنا عوناً وسنداً .. لكن "الخفافيش" حاربونا وهاجمونا وخضنا معهم معارك انتهت بخروجنا من النقابة وعدم الموافقة على تأسيس وحدة الصحافة الالكترونية وهو ما جعلنا نتفرق من جديد .
ثم بدأ وائل عباس في تفجير قنبلته " الوعي المصري" تلك المنصة التي أطلق منها صواريخ الحرية .. وعبر من خلالها جسر الرقابة .. وتبعه بعض العفاريت حتى وصل الجميع بسلام إلى تكوين مجتمع متكامل للتدوين رغماً عن أنف الأجهزة الأمنية والسيادية ودون أي رقابة وبلا خطوط حمراء .. وانتشر المدونون بسرعة البرق وأصبح عددهم يتزايد بشكل رهيب يومياً .. حتى شكل المدونون الروابط والمجمعات والمراصد التي تدافع عنهم وترفع رايتهم وتجمعهم وهو ما أرق مضاجع البعض من الفاسدين والمفسدين والحاشية والمنتفعين وأصحاب المصالح والمحتكرين لتمويل حملات ضد المدونين لتشويه صورتهم والتجريح فيهم بل ووصل الأمر للإبلاغ عنهم .. وهو إن دل على شيء فيدل على مدى التأثير الفعال للمدونين الذين تحرروا من قيود الرقابة .. وعبروا عن أفكارهم وأحلامهم ببساطة وبوضوح .. وتخلوا عن القوالب الجامدة .. وجذبوا إليهم عدد غير قليل من الصحفيين المحترفين .. فامتزجت الهواية مع الاحتراف وقدمت للناس الحقيقة .. فقط الحقيقة .
أغرب ما في الأمر أن من يهاجم المدونين إما جاهل يردد ما يسمع دون أن يرى أو منتفع يهاجم من أجل مصلحة أو فاشل لا يستطيع أن يفعل مثلهم .. ولنا مثل في "الأهرام " الفاشلة ذات المواد الصحفية "البايتة" والخسائر المالية "المروعة" ومظاهر الفساد والنفاق "الفاضحة ".. أو روز اليوسف "تيييييت" – ولا بلاش _ .. تلك الأمثلة وغيرها تعبر فقط عن نفسها وعن سادتها وكبرائها .. أما المدونين فهم يعبرون عن الناس وحقوقهم ومطالبهم وتطلعاتهم .. شاء من شاء و أبى من أبى .. والمدونين كما وصفهم براء في فيلمه على الجزيرة "الصحفيون الجدد" وستثبت الأيام صحة ذلك المسمى .
والمدونين ليسوا ملائكة مثل كل البشر وليسوا شياطين أيضاً .. بينهم الصالح والطالح .. فيهم المخلص والمنافق .. يخرج منهم الخير والشر .. و"غالبيتهم" يكتبوا دون أي أغراض أو أهداف أو اتجاهات معينة حتى وإن كانت هناك بعض التجاوزات .. مثل أي مجتمع .. فالمدونين من حقهم أن يعبروا عن ما يؤمنون به كما من حق أي احد أن يختلف معهم.. والمدونين في بحثهم عن الحرية والعدالة وحقوق الناس مثل من ضاعت ناقته في الصحراء لا يهمهم من يجدها .. هم أم غيرهم .. إنهم فقط يبحثون عنها .
هناك 3 تعليقات:
احمد ابو القاسم
حبيبي وصديقي الجميل
وحشتني جدا يا احمد وسعيد جدا انك زميل تدوين
مش عارف اقولك ايه على تعليقك الرائع على مدونتي
بجد يا احمد انا بحبك جدا جدا جدا
ونفسي اشوفك
ربنا يكرمك ويوفقك يا رب
نفسي اتكلم معاك كتير جدا جدا جدا جدا
مصطفى حبيبي
انت كمان واحشني جدا جدا
وكنت بطمن عليك اوقات من شباب مصر واوقات من على عبد العال
ومتابع اخبارك وكتاباتك
ومبسوط بيك
وسير يا مصطفى على بركة الله
وان شاء الله ربنا هيهديك للصواب
النجاح دايما بينقلب لفشل بسببين :-
اما احنا نكون مش مؤمنين بافكارنا
او اننا بنلتفت لاحباطات المحيطين
وانا متاكد انك هتنجح اكتر ما انت
انا كنت براهن عليك وانت عارف
وشفت جواك حاجات حلوة أوي اوي
يا اروش صحفي في مصر
انا نفسي اشوفك انا كمان واتكلم معاك كتير جدا جدا جداااا
وان شاء الله لحد ما يحصل احنا متواصلين دايما يا صديقي العزيز
احب اشكرك جدا لاهتمامك بيا كعفريتة صغنونة من عفاريت المدونين و دة هيشجعني اكتب اكتر و اتعمق و اقرا اكتر و اكتر
اما بقى بالنسبة للصحف الحكومية اللي بيقولوا عليها قومية انا بصراحة بتفق معاك في الموضوع دة انا شايفة انهم المفروض يطلعوا فتوى بتحريم الجرايد دي. أولا لاننا بندفع فلوسنا و بنشتري الكذب اللي في الجرايد دي، ثانيا و دة الاهم اننا بمجرد قرايتها بيجيلنا الضغط و السكر و القلب و امراض الدنيا من الكذب اللي فيها برضه و احنا عارفين انه كذب و ربنا قال " لا تلقوا بايديكم الى التهلكة"
هذا و الله اعلى و اعلم
احب اشكرك تاني
إرسال تعليق