السبت، 3 يناير 2009

إلى متى نقتل أبي ونباد ؟!


(1)


القصف الإسرائيلي لغزة والدمار الحادث في القطاع المكتظ بالسكان والذي وصل بعدد الشهداء إلى 440 شهيد والجرحى إلى 2300 جريح لم يكن مفاجأة فإسرائيل دولة مصاصي دماء لا يعرفون سوى لغة واحدة وهي اراقه الدماء فهم لا يتحدثون سوى بلغة القصف والهدم والقتل حتى في خضم المفاوضات والاتفاقيات والمعاهدات فهذا الكيان الشيطاني من المستحيل أن يستمر دون حرب لأنه كيان محتل ضعيف خائف جبان يخشى من كل شيء حتى أنه يخشى من دولنا العربية الخائبة المستأنسة التي تقيم العلاقات المباشرة والحميمة معه وهو أمر طبيعي من أحفاد القردة والخنازير لأنهم لم ولن يأمنوا على أنفسهم حتى قيام الساعة .. لذا قاموا بقصف غزة ويستعدوا لاجتياحها بريا بحجة القضاء على حكم حماس تلك الحركة التي كانت حتى وقت قريب تمتلك الشعبية الأولى لدى المواطن العربي لكن زمن الشهداء الشيخ أحمد ياسين الزعيم الروحي وعبد العزيز الرنتيسي القائد الملهم قد ولى إلى غير رجعة وجاء إسماعيل هنية الذي ورطة محمود عباس الصديق الإسرائيلي المقرب في صراع يهدف إلى التخلص من تلك الحركة التي كانت تاجاً على رأس المقاومة الفلسطينية الباسلة قبل أن تتحول بإرادتها إلى مجرد حركة غير شرعية انقلبت على فتح وأعلنت غزة تحت لواء حكومة تابعة لها دون الاستماع الى لغة العقل التي كانت تقتضي عدم الخوض في صراع فلسطيني داخلي يفقد القضية التعاطف والتأييد ويعطي اليهود فرصة لالتقاط الأنفاس بدلا من التركيز على جوهر المقاومة التي تعتمد على التخطيط المتقن والتنفيذ البارع لعمليات في العمق الإسرائيلي والذي يحتاج الوصول إليه الآن عشرات الأضعاف من الجهود .. إذن نحن أمام صراع فلسطيني واقتتال واتهامات وتراشق بالألفاظ وإطلاق رصاص جعل من قادة الحركتين رمزاً لحب الذات والبحث عن مصالح شخصية بغض النظر عن معاناة الشعب الفلسطيني الذي يدفع ثمن هذا الصراع على السلطة.

(2)

وجدت بعض الأنظمة العربية والإسلامية المزايدة على مواقف مصر حلا سحريا لمداراة عجزهم وعدم قدرتهم على تقديم شيئا للقضية سوى الهجوم على مصر ومطالبتها بخوض حرب (بالوكالة) ضد إسرائيل رغم أن أحدا منهم لا يستطيع ذلك ؟ فأين حزب الله من غزة وأين بطولات السيد حسن نصر الله ؟ وأين سوريا من الحرب ولماذا لم تعلنها حتى ألان ؟ وأين الأردن وملكها المبجل ولماذا لم يعلن الحرب ؟ لماذا لم يحرك القذافي وأبناءه جيوشهم الجرارة لنسف إسرائيل ومحوها من على الخريطة ؟ وأين إيران وأحمدي نجاد وقنابله النووية الإسلامية من إسرائيل ؟ .. أين انتم يا عرب ويا مسلمين من الحرب المقدسة ضد إسرائيل .. لماذا نحن فقط ولماذا الحرب لأخر جندي مصري رغم أنكم لا تستطيعون أن تعلنوها ولو في سركم .. نحن قادرين على الدفاع عن أراضينا بجيشنا ومقاتلينا الإبطال ولكننا لن نخوض حرباً الآن لأننا لا نستطيع أن ندفع ثمنها الغالي الذي دفعناه مرات ومرات من قبل وإن كنتم لا تعلمون فراجعوا كتب التاريخ صفحات 48 و 56 و67 و 73 لتتذكروا الثمن الذي دفعته مصر من أجل العرب والعروبة والإسلام والمسلمين وهذا وإن كان واجبا علينا من منطلق عقائدي وديني ومن دوافع القيادة والريادة المصرية التي وان فقدت بعض بريقها فهي مازالت موجودة حي لا يمكن لأحد على الإطلاق أن يملا فراغ دور مصر التي قدمت تضحيات جبارة من أجل القضية الذي يتهمنا بعضهم الآن بخيانتها (الشعب والنظام ) دون تمييز رغم أن النظام في مصر لا يعبر عن توجهات الشعب الذي يرفض بكل وضوح إقامة علاقات مباشرة مع إسرائيل و يعتبر أن كل من تورط في تصدير الغاز لإسرائيل فهو خائن لهذا الشعب وأن وجود سفيرنا هناك ووجود سفيرهم على أرضنا مرفوض رفضاَ باتا ً .. فغالبية الشعب المصري لا يرضون عن النظام الذي يوجد من بين أفراده (أصدقاء لإسرائيل) وهو أمر مرفوض شعبياً فلا تسبوا مصر ولا المصريين الشرفاء الإبطال لأنهم رمز للعزة والكرامة والصمود وهم من حاربوا أخر حرب ضد إسرائيل وانتصروا فيها نصراً شهد به العالم أجمع في وقت لم تطلق أي عاصمة ممن يهاجمون مصر دون تمييز طلقة رصاص واحدة باتجاه تل أبيب .. فارحمونا من هراءكم وإن كنتم تريدون الحرب فأعلنوها وأقسم لكم بالله أننا سنكون خلفكم وفي ظهركم وإن تخرجوا لنخرج معكم صفاً بصف وكتفاً بكتف وإن لم نفعل وقتها سنكون نحن الخونة ونستحق ما يقال .. فهل تفعلون أيها الجبناء المتخاذلون الباحثون عن طوق نجاة .. والله لن تفعلوا لأنكم أصبحتم مثل المطلقات والأرامل لا حيلة لكم سوى البكاء والصراخ والعويل .


(3)

وفي خضم المعركة لا يمكن على الإطلاق تجاهل خطاب حسن نصر الله ضد مصر لأنه يمثل توجهاً إيرانيا شيعياً مباشراً ضد مصر من أجل تأليب الشعب على النظام وهو ما يأتي بنتائج عكسية دائما مع هذا الشعب صاحب التركيبة الوطنية والذي لا يرضى بأي حال المساس برموزه ومقدراته حتى وإن غاضباً مستشيطاً منفعلاً فتلك شئون داخلية مصرية لا يحق لأحد التدخل فيها على الإطلاق خصوصا تلك الدعوة الخطيرة والغير مسبوقة للجيش المصر بتنفيذ انقلاب ضد النظام ودعوة الشعب للنزول إلى الشوارع ومواجهة الشرطة وهذا لا يعنى سوى أن حسن نصر الله يرد أن يرى انهارا من دماء المصريين في الشوارع ثم صداما على الحدود بين الجيش وسكان غزة الذين يريدون عبور المعبر لتصبح مجزرة عربية إسلامية داخلية وحتى نريح إسرائيل من عناء القتال ومن تبعات خوض المعارك ضد المقاومين .. فنحن أمام دعوة صريحة للفوضى والعنف وهو أمر مرفوض تماما من رجل وقفنا جميعا بجانية وهو يحارب إسرائيل على الرغم من كونه شيعي متعصب يضع صور قادة الثورة الإيرانية على جدران حصونه ويتعامل انطلاقا من مخطط إيراني يدعو لعمل هلال شيعي في المنطقة طالما خططوا له حتى يكون لإيران دور في منطقتنا من أجل نشر التشيع ومن أجل استخدامنا كأداة في الصراع الإيراني الأمريكي وحتى تستطيع إيران تمرير برنامجها النووي (العسكري) والتي ستستخدمه لأغراضها الدنيئة ومخططاتها المنحطة ضدنا .. لذا فأنا بالنيابة عن كل المصريين أشكره لأنه وحد الشعب ضده وضد أي عميل وخائن لهذا الوطن الذي دفع الغالي والرخيص في وقت لم يكن له ذكر ولا سيرة .. ولجعله يصمت إلى الأبد لان كل ما يقوله سيزيد من سقوطه هو وسادته في نظر كل وطني شريف غيور على بلدنا الغالية مصر وشعبها الأبي الذي أرسل رسالة حاسمة لكل من يتكلم بما ليفعل ولكل من يطلب ما لا يستطيع .


(4)

المصيبة التي حلت بغزة والتي دخلت يومها الثامن جعلت الأنظمة العربية والإسلامية مكشوفة بلا غطاء فلا توجد بيدها أوراق للضغط على إسرائيل ولا توجد قدرة على قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني لأنها مرتبطة بمصالح شخصية خصوصا مع الإدارة الأمريكية ووجدت أنفسها في مأزق خطير أمام شعوبها التي خرجت ثائرة لتعبر عن غضبها مما يحدث بدلا من الموت كمداً مثلما حدث لمدرس مصري بسيط فاجأته أزمة قلبية وهو يرى مشاهد الأشلاء المبعثرة والأطفال المقتولة والبيوت المدمرة فلم يتحمل قلبه كل تلك المعاناة فعبر عن غضبه ورفضه لما يحدث بالانتقال إلى جوارهم في الرفيق الأعلى .. فالأنظمة العربية والإسلامية الآن أصبحت على شفا جرف هار فإما قطع العلاقات التطبيعية وبشكل واضح أو خوض صدام مع شعوبها التي لا يستطيع أحد أن يراهن على صبرها هذه المرة لان المجازر على الهواء مباشرة وبنقل حي لحظة بلحظة مما جعلهم يشتمون رائحة الموت الذي يحاصر إخوانهم في غزة التي تحترق دون حراك من الساسة الذين خالفوا ضمائرهم وعقيدتهم عندما هاجموا بعضهم البعض علناً بدلا من البحث عن حل وهو بسيط إن كانوا يريدون فقطع العلاقات الدبلوماسية وطرد السفراء الصهاينة من البلاد ونقض الاتفاقيات التجارية هي ابسط رد يراه الشارع العربي ممكنا على المجزرة فالطموح العربي والإسلامي لم يعد يرقى إلى فكرة خوض حرب شاملة ضد الصهاينة لان الشارع العربي يدرك حجم الضعف والهوان الذي أصاب حكام الأمة حتى بدا أن ما يجري في عروقهم ماء وليست دماء .
فالحل أيها السادة هو في المقاطعة وليس الشجب والاستنكار .. والحل هو في الدعم المادي والطبي والنفسي بدلا التراشق بالألفاظ .. ويالها من مضحكات مبكيات فكيف ننتظر حتى يقتلونهم ثم نرسل إليهم البطاطين والغذاء والدواء؟!.

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

lol,so nice

غير معرف يقول...

You these things, I have read twice, for me, this is a relatively rare phenomenon!
Personalized Signature:常州麻将,常州三打一,常州攻主,常州斗地主,常州4人升级