الاثنين، 5 يناير 2009

غزة التي تحتضر




نقلا عن
جريدة شباب مصر الاسبوعية
العدد 139 - 6 يناير 2009
____________________


غزة تحتضر بعد القصف الإسرائيلي الوحشي الذي خلف أكثر من 400 شهيد و2000 جريح فالصهاينة لم ولن يتغيروا لأنهم لا يعرفون سوى لغة القتل فالكيان الصهيوني يتغذى فقط على الدم ولا يمكن له أن يعيش دون حروب ودون اعتداءات فهي عقيدة راسخة لدى كل صهيوني لذا فإن قتلهم الأبرياء بدم بارد وتقطيع أوصال الأطفال بكل هدوء ونسف البيوت وتشريد العائلات دون سبب لهو أمر مبرر ومفهوم جدا من جانب كيان شيطاني يمتلك من القوة العسكرية والمساندة الغربية ما يمكنه من فعل ما يحلو له بنا.. إذن نحن أمام فعل صهيوني جبان وقذر وصل لأدنى درجات الانحطاط الإنساني فأين رد الفعل العربي ؟ الإجابة أن رد الفعل كان أجبن وأقذر وأكثر انحطاطاً من الفعل الصهيوني نفسه فالرد كان معبراً بكل وضوح عن حالة الضياع والتبلد العربي الذي أصابت أمتنا العربية فالكل يهاجم مصر ويتطاول عليها ويطالبها بالحرب ونحن نقول لهم بأعلى صوت أن من يهاجمنا دون أن يتخذ أولاً قرار الحرب فهو خائن .. كما أننا نقر بأن كل شخص وقع على اتفاقية تصدير الغاز لإسرائيل خائن كما أن كل قادة حماس وفتح المتقاتلين الذين شقوا الصف وقتلوا بعضهم خونة وكل من يطالب بعقد قمة عربية خائبة أخرى وهو يدرك أنها ستخرج ببيان مضحك فهو خائن وكل من يقتل مسلماً سواء مصرياً أو فلسطينيا على الحدود فهو خائن وكل من يصمت ولا ينكر ما يحدث ولو بكلمة أو بعلبة دواء أو بغطاء أو بدعم مباشر فهو خائن..فغزة تحتضر على الهواء مباشرة ونحن نرى الأشلاء المبعثرة وانهار الدماء وقصف المنازل بدم بارد ثم نجد بعضنا يردد ( لهم الله .. حسبنا الله ونعم الوكيل) .. فهل أصبحنا كالأرامل والمطلقات نبكي ونولول ونصرخ ؟ الم يعد فينا رجل رشيد ؟.
نحن كمصريون نقدس تراب القدس كما نقدس تراب بلدنا تماما لكننا لا نريد خوض حرب ضد إسرائيل (بالوكالة) حتى أخر جندي مصري مثلما يطالب العملاء والمتخاذلون فالحرب لها ثمن لا نستطيع أن ندفعه الآن على الأقل كما دفعناه مرات من قبل .. فهل يستطيع باقي العرب نيل شرف دفعه هذه المرة ؟ .. لكننا وبوضوح نطالب نظامنا بالحد الأدنى من الفعل الذي يشفي صدورنا من جرح بعض المنحرفين ممن أقاموا العلاقات الطبيعية مع إسرائيل ضد رغبة الشعب المصري الحر فنحن نطالب بوقف جميع النشاطات الثنائية مع إسرائيل ونطالب بوقف تصدير الغاز والبترول لإسرائيل فورا ولننسحب من اتفاقية الكويز ولنستدعي سفيرنا ولنطالب سفيرهم بمغادرة مصر (خوفا على حياته) حتى لا تتهمنا إسرائيل بأننا نعلن الحرب وتلك هي مطالب المواطن المصري الذي يريد مساندة إخوانه في غزة ويريد أن يقطع ألسنه المتطاولين فهل من مجيب؟ .. نحن لا نريد موقفاً متهوراً ولكننا نريد موقفاً شجاعاً معتدلاً يخضع لمطالب الشعب الذي يغلي الدم في عروقه حزنا وكمدا وقهراً على غزة التي تحتضر على الهواء.

هوامش :-
إلى متى يتطاول الأوغاد ؟.. والى متى تتقرح الأكباد؟ .. نصحو على عصف الرصاص كأننا .. زرع وغارات العدو حصاد

ليست هناك تعليقات: