الأربعاء، 18 يونيو 2008

مسئولون وجهلة (2)


سلسلة مسئولون وجهلة التي بدأتها
قد تكون الأطول في تاريخ البشرية
بسبب أعداد من ينطبق عليهم الوصف عندنا

موقف طبق الأصل .. ولكن
منذ سنوات طويلة نفس الموقف بالكربون
وكأن التاريخ يعيد نفسه
لكن مع اختلاف الأشخاص والأماكن
ومع اختلاف الحالة
فأخي الأصغر كان يؤدي امتحان للتعبير في مدرسته
في الصف الأول الثانوي
وطلبوا أن يكتب عن أحوال مصر
وكانت مصر أيام عاطف عبيد أحوالها لا تسر عدواً ولا حبيب
وليست بالطبع أسوأ من أيام أحمد نظيف
فكتب بلا قيود وعبر عن ما بداخله هو والملايين
وانتقد النظام وانتقد الرئيس وانتقد الاحوال
فما كان من المعلم فور أن رأي الورقة
إلا ان انتفض وانتفخت أوداجه
وبرقت عينيه بالنصر
لأنه أمسك بتلابيب قضية خطيرة
قضية قد تجعله يصعد درجة في السلم الوظيفي
أو يحصل على بضعه جنيهات مكافأة
ولو على حساب طالب كل خطيئته أنه صدق الكذبة
واقتنع أنه يعيش في وطن يحترم الاختلاف
وطن يحتوي أبناءه دون قسوة
ويوجههم دون عنف
وطن يتقبل رأي أبناءه
كما يتقبلون قسوته

فاتصل المدرس
بمدير المدرسة الذي اتصل فورا
ليس بالإدارة التعليمية
ولكن بمباحث أمن الدولة
ليبلغ عن طالب "لم يكمل عامة السادس عشر بعد "
واستجاب أشاوس أمن الدولة للنداء
ولولا اتصالات ونفوذ عائلتي
التي احتوت الموقف في نفس اللحظة
لكان مصير هذا الشاب مظلم
في بلد يحكمه رجال لاظوغلي
ورجال الأعمال
وهم بالمناسبة وجهان لعملة واحدة

الضعفاء في مواجهة المنتفعين

نفس الحادثة تكررت منذ أيام
ولكن لشاب ليس له من يحميه
صفوت احمد محمد
طالب بمدرسة التعليم الفني الثانوي الصناعي في الاقصر
في ورقة إجابة امتحان الرياضيات يوم 9/6 الماضي
كتب انتقادات "للحاكم الظالم والشعب الجبان "
على حد وصف مدير الادارة الامنية "التعليمية سابقاً"
فماذا كان العقاب؟
الاحتجاز لعدة ساعات
التحقيق معه بقسوة من أمن الدولة
الحرمان من استكمال باقي امتحانات المرحلة الثانوية
أي أنه حكم ضياع مستقبله .. وتشريده
لان العبيد لا يحق لهم انتقاد أسيادهم

فصدر القرار رقم 265 من مدير الإدارة التعليمية بالأقصر
بحرمان الطالب من أداء بقية الامتحانات هذا العام
عقاباً له على فعلته الشنعاء
يا للغباء والجهل
ويا للنفاق والسفه


الأغبى
أنهم برروا ما فعل الطالب بكونه
تصور أن المراقبين لن يسمحوا له بالغش في الامتحان
وسيسمحون لزملائه الآخرين
لأن أهاليهم يقومون برشوة المراقبين
ولان والديه ليست لديهم الإمكانيات لذلك

يا سلام
هو ده السبب
يعنى مش الغلاء الفاحش
مش الفقر المدقع
مش الأمراض اللي مدمرة عائلته
ومش المستقبل المخيف اللي منتظرة
يعنى مش أحوال مصر

"الولد غشاش علشان كده هاجم النظام والشعب "
هكذا قلتم نفاقا للرئيس
هكذا زعمتم حتى تثبتوا أن البلد تمام "يا ريس"
وأن الشعب مبسوط
وان كل الأمور على ما يرام
وإن ده تصرف فردي من أحد العبيد
عفواً _ أقصد الفقراء _
وطبعا مش بيعبر عن انبساط الشعب
واستقرار أموره

هل تدرون أيها السادة ما هي المشكلة ؟!
أن من اتخذوا القرار ومن شاركهم فيه
مجموعة من المنافقين
المنتفعين
المطلبين
الذين يسعون إلى مصلحة شخصية
أو ترقية
أو منحة
أو مكافأة
على حساب أحد البسطاء
المستضعفين
ممن لا يملكون المال
ولا القوة
ولا النفوذ
على حساب واحداً ممن يستطيعون التضحية بهم
واتخاذهم قربانا بهدوء
ودون عناء
لصالح أنفسهم
ومصالحهم
ونرجسيتهم

المشكلة الأكبر في بلدنا أنهم مازالوا يتعاملون مع الرئيس
على أنه ضد النقد وضد الاختلاف
ويتعاملون معه بحساسية شديدة
مقيتة

ونحن نرى أن من حقنا أن نختلف معه وننتقده

ولأننا لا نعرفه أصلاً حتى نختلف معه كشخص
فإننا نختلف مع بعض السياسات والقرارات
ومع اختياراته لمستشاريه ومساعديه
وهذا حق أصيل لنا

طالما بقي الخلاف في دائرة المنفعة العامة
ودائرة تحقيق المصلحة
وتطلعنا نحو مصر أفضل للجميع
وليست مصر أفضل لطبقة النص في الميه


أيها الأغبياء
أنتم راحلون إلى سلال المهملات
ولن يذكركم الناس إلا بكل شر
لأنكم منافقون
وقد تكونوا أكثر حنقاً
وغضباً
ومعاناة من هذا الشاب
ولكنكم أضعف من أن تظهروا ذلك
لأنكم جبناء
وضعفاء
وجهلة

هوامش :-
رجال النظام الفاسدين وأجهزته الأمنية
يتعاملون مع مرشديهم
وتابعيهم
ومنافقيهم على طريقة
" اتفو لو شفتوه في الحرب اقتلوه "
عرفتم مصيركم يا جهلة ؟

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

The nice thing with this blog is, its very awsome when it comes to there topic.

غير معرف يقول...

أحمد أنا معاك بالتفصيل فى كثير من كلامك انت بترمى لأن الفساد الحقيقى قاعدته فى صغار الموظفين والساسة ، بالطبع لا نخفى دور الكبار ولكن فلنبدأ بمحاسبة الذات أولاً والصغار ممن نستطيع تتبعهم لأننا نتعامل معهم بصورة مباشرة لأننا منهم ومحتكين بهم

وأتفق معك تماماً فى وجهة نظرك فى طريقة التعامل مع الرئيس فهو الراعى وواجب علينا احترامه وتقدير مهما اختلفنا معه

لى عودة لاحقاً ياأحمد
بس لى طلب هل تأكدت من مصادر موثوقة بخصوص حكاية الطالب